كرت مجلة "بوليتيكو" أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ شركاءه الأوروبيين بأن واشنطن لن تلتزم بأي ضمانات أمنية طويلة المدى لأوكرانيا قبل التوصل إلى اتفاق سلام لإنهاء الحرب مع روسيا.
وبحسب دبلوماسي أوروبي وشخص مطّلع على المحادثات، فإن هذا الشرط كان جوهر المقترحات الأميركية التي سُلّمت للجانب الأوكراني الأسبوع الماضي، في إطار المشاورات المكثفة التي تقودها إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وخلال اتصال عقد الثلاثاء مع عدد من المسؤولين الأوروبيين، شدد روبيو على أن ترامب يعتزم لاحقًا الخوض في التفاهمات الأمنية المستقبلية مع كييف، حال التوصل لاتفاق يضع حدًا للنزاع.
خلافات حول الضمانات الأمنية
وتعدّ مسألة الضمانات الأمنية الغربية بالنسبة لأوكرانيا العنصر الأكثر أهمية في أي اتفاق محتمل، فيما يجد حلف الناتو صعوبة في تحديد طبيعة الدعم المطلوب، سواء على مستوى التسليح أو تبادل المعلومات الاستخباراتية.
وأشار ترامب في وقت سابق إلى أنه لن يدعو الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض قبل توقيع اتفاق رسمي لإنهاء الحرب.
وخلال محادثات جنيف نهاية الأسبوع الماضي، تطرق روبيو إلى ملف الضمانات الأمنية، لكن دون تقديم تفاصيل واضحة، كما لم يعاود طرحه خلال اتصالات لاحقة مع المسؤولين الفرنسيين والبريطانيين، وفق ما نقل دبلوماسي أوروبي للصحيفة.
دبلوماسي آخر أوضح أن روبيو تحدث بصفة عامة عن قضايا مؤجلة ستُبحث بعد الاتفاق، من بينها ملف سيادة أوكرانيا ومستقبل الأصول الروسية المجمّدة في أوروبا.
خطة واشنطن الأولية للسلام
وتشير المجلة إلى أن المسودة الأولى للخطة الأميركية، المؤلفة من 28 بندًا، دعت أوكرانيا إلى تقليص جيشها إلى 600 ألف جندي، دون فرض أي سقف على حجم القوات الروسية—وهو ما أثار تحفظات في كييف وعواصم غربية عدة.
لاحقًا، دافع روبيو ومسؤولون في الإدارة الأميركية عن الوثيقة، مؤكدين أنها "نقطة بداية" وليست تصورًا نهائيًا.
ومع ذلك، تُظهر الاتصالات الأخيرة تحولًا تدريجيًا في موقف إدارة ترامب من دعم مطلق لأوكرانيا إلى موقف يُوصف بأنه أقرب إلى الحياد خلال المفاوضات الدبلوماسية الجارية.
ضغوط داخلية على إدارة ترامب
رغم هذا الاتجاه، تواجه الإدارة الأميركية ضغوطًا من بعض الجمهوريين في الكونغرس الذين يطالبون بتقديم ضمانات صارمة لأوكرانيا لمنع أي هجوم روسي جديد في المستقبل.
وتؤكد مصادر أوروبية أن واشنطن، بدورها، ترى أن دورها في الوساطة "غير محايد بالكامل" بسبب دعمها العسكري المستمر لكييف وفرضها عقوبات واسعة على موسكو.




